موضوع: ح 41 الى ح44 ..حب فى المقابر .. وقربت النهاية الثلاثاء أغسطس 05, 2008 12:26 pm
حلقة 41
واقتربت الام لعنة حيث خرجت من المكان الذي خرجت منه وردة وهي ترتدي الخمار وحضنت ابنتيها ياسمين ووردة .. وردة التي ما زالت ترتدي الخمار وياسمين بثوب زفافها الابيض.. وبعد دقائق من الدموع والضحك .. قالت ياسمين مخاطبة امها: ماما احنا هسه حنسكن مع بعض..؟! ابتسمت لعنة ام ياسمين ووردة وقالت: انا واختك حنطلع على الشام نزور قبر ستك جورجيت ولما نرجع ..اختك وردة بتقدر تخلع الخمار وبتقدروا تكونوا مع بعض على طول وتعيشوا وين ما بدكم ولا تخافوا من شيء ..ستك جورجيت مش راح تنساكم...وانتو عارفين محلي مليح وراح اجي ازوركم كل وقت ومش راح تقدروا تزوروني وان احتجتوني بتعرفوا كيف تنادوني وانتو بتعرفوا يا بنات عمر المسافة ما قدرت تبعدنا عن بعض ..وبوصيكميا بناتي ديروا بالكم من عيون الناس انتن احلى بنات الدنيا وعيون ونفوس الناس ما بترحم الخمار اكثر منوا نذر كان يحميكن من عيون الناس ولا تنسن انو جمال ستكن جورجيت كان سبب عذابها وبوصيكن كل وحدة قلادتها معها بترد عنكن كثيرولا تتركنها ليل ولا نهار وان واحدة ضاعت قلادتها بسرعة تظل مع اختها ولا تبعد عن عينها ..حبكن لبعض بيحميكن ..وان كانت بعيدة عنها تتخبى عن عيون الناس وان ما قدرت تشوف اختها ترجع بسرعة للخمار..لحد ما توفر قلادة غيرها.. استمرت لعنة ام ياسمين ووردة توصيهن وتحذرهن من عيون الناس ...والتفتت لعنة الى فارس واقتربت منه وقالت له: انا لا اكرهك وربما صعب على قلبك ان اتصور ان حفيد سالم الدهري اصبح زوج ابني وربما انا بحاجة لبعض الوقت لاتقبل هذه الحقيقة ...ياسمين واختها لم يعرفن جورجيت ولم يرونها الا هذا اليوماما انا فقد عشت معها وتجرعت الآمها وانا الوحيدة التي لا اعرف لي ابا وربما كان جدك سالم هو ابي وربما تكون انت ابن اخي كل ما عرفته يا فارس عن جرائم عائلتك هو القليل الذي تعرفه ياسمين ولكن هناك جرائم كثيرة ارتكبت بحقنا ...حتى ياسمين واختها لا يعلمون بها..لا ادري كيف استطاعت جورجيت ان تسامح ..لم اكن اظن انها يمكن ان ننسى ما دام ذكره واحد من عائلة الدهري على وجه الارض ..وربما ان دموع ياسمين ووردة اطفئن النار المشتعلة وربما سامحت من اجلهن وربما لانك احببت ياسمين فعلا ..ساحتاج الى وقت كثير حتى انسى ..نعم ان سامحت جورجيت فانا اسامح ولكن الوقت هو الكفيل على ازالة ما في قلبي ..اليوم انت زوج ابنتي وانا اتمنى من كل قلبي لكما السعادة والتوفيق يا فارس احرص على ياسمين ولا تنسى انك زوجها وانه يتوجب عليكحمايتها من كل شيء حتى من نفسها ...يا فارس ياسمين برغم عن كل ما عرفته عنها الا انها بحاجة الى من يحبها ويعتني بها ويحميها واحرص من نار الغضب المدفونة باعماقها والتي ترسبت طوال السنين الماضية ... حتى لا تثور وحتى لا يعمل الوقت على اطفائها ...تعلم كيف تتعامل مع عنادها ...فعنادها جنون ان وقفت بوجه ثار وان تجاهلته تحول الى اعصار واكثر ما اوصيك به هو ان تحرق عليها ممن حولها وعلى من حولها منا فهي قادرة على حب الناس بجنون ولا يمكن ان نبدأ بأذية احد وان قابلها احد بأذي ...فلن ترتاح حتى تردها عليه..واذيه ياسمين ربما لاتكون بعدها اذيه...والمشكلة انك لن تستطيع ان تعرف ما هو الخطأ الذي (؟؟) ومدت لعنة يدها وصافحت فارس مصافحة لم تخلو من الفتور وودعت ياسمين وكذلك فعلت وردة بعد ان اتفقت معها على الكثير من التفاصيل للمستقبل بعد عودتها من الشام
CleverMan سمكة متألقة
عدد الرسائل : 274 تاريخ التسجيل : 10/06/2008
موضوع: رد: ح 41 الى ح44 ..حب فى المقابر .. وقربت النهاية الثلاثاء أغسطس 05, 2008 12:28 pm
حلقة 42
.وعادت لعنه بصحبة ابنتها ورده من حيث أتت وحينما وصلن جلسن بجانب العجوز البيضاء واخذت العجوز تداعب بأصبعها شعر ورده وقد ارتسمت على شفاهها ابتسامة ناعمة وقالت لورده ممازحة اياها : ترى اية اصابع ستداعب هذا الشعر في الغد القريب .. فقالت ورده :اولا تعلمين يا خاله من سيكون ..فردت العجوز : كلا يا ابنتي فلا اعلم الان ولكن ربما علمت في المستقبل بعد ان تقضي مدة في النور من سيكون زوجا لك فقالت ورده والدموع تترقرق في عيونها : يا خاله لقد قالت امي انه بعد ان اخرج لاعيش مع اختي ياسمين لن استطيع الحضور الى هنا من جديد فكيف ساراكما يا خاله انا محتاره ..فلا اريد ان اترك اختي لوحدها ولا اريد ان افقدكما فانتما كل شيء لنا .. فقالت بعد ان ضمت ورده اليها : نعم يا ابنتي حياتك اصبحت في الخارج وليست هنا ..اللعنة انتهت وبعد مئة عام سامحت جورجيت ..ويجب ان تكوني سعيده لان جورجيت قد ارتاحت وفي الغد ستكتشفي يا ورده بانك لست بحاجه الى هذا المكان من جديد وامك لن تترككما وستحضر لزيارتكما بين الحين والاخر ..اما انا فسأكون لكما ذكرى ليس اكثر..يؤلمني فراقكن ولكن هذه هي الحياة ويجب ان تستمر. فقالت لعنه بعد ان مسحت عدة دمعات سقطت على وجنتيها وهي تستمع للحديث الذي يدور بين ورده والعجوز : متى سنذهب يا خاله لزياره قبر "امي جورجيت" ... فقالت العجوز : في الغد يا ابنتي سأصحبكن معي الى هناك والان اذهبن للراحة فغدا امامكن رحلة طويلة وشاقة. وفي صباح اليوم التالي توجهت لعنة وابنتها ورده بصحبة العجوز الى الشام ومرت ساعات طويلة وهن يسرن بطرق كانت معظمها تحت الارض .. حتى وصلن في فجر اليوم التالي الى بقعة جرداء انتشرت فيها مجموعة من القبور القديمة مبعثرة بلا ترتيب..ومن بعيد رأن على احد القبور شمعه مضاءة وتجلس بجانبها امرأة تبكي ..فقالت لعنه للعجوز ..او ليس هذا قبر امي يا خاله ..فقالت العجوز نعم هو قبر جورجيت لقد طلبت هي ان يسمى هذا القبر على اسمها فهنا دفنت عائلة الشامي امها وابيها ولهذا طلبت جورجيت ان يسمى هذا القبر على اسمها. فقالت ورده : لا افهم يا خاله ماذا تقصدين بأنها طلبت ان يسمى على اسمها او ليست هي من دفن هنا...قاطعتها امها لعنه وقالت: لا تقولي ذلك ولا تسألي ..فقالت العجوز بعد ان امسكت بيد ورده : نعم يا ابنتي من الافضل ان لا تسألي فهناك امور كثيرة لن تفهميها..فقالت لعنه للعجوز:ومن هي هذه المرأة الجالسه بجانب القبر يا خاله . فقالت العجوز : لا اعلم يا ابنتي فربما هي احد زوار هذا القبر .. مرت نصف ساعه وهن ينتظرن ذهاب المرأة من جانب القبر ولكن هذا لم يحدث ..فتقدمت ورده ولعنه بأتجاهها ..وسألت الام لعنه المرأة بهدوء:ماذا تفعلي في هذه الساعة المتأخره من الليل بجانب هذا القبر ولماذا تبكي .. رفعت المرأة رأسها واثار الدموع ما زالت في عينيها..وبعد ان تفحصت لعنه وورده بعينيها قالت : جئت ارجو صاحب هذا القبر ان يساعدني في شفاء ابنتي الوحيده ..وانتن ماذا تفعلن هنا هل جئتن تسألن صاحب القبر شيئا فقالت لعنه للمرأة بفضول : وهل تعلمين من يكون صاحب هذا القبر .. فقالت المرأة: نعم انه احد الرجال الصالحين الذي دفن هنا منذ مدة طويلة وكل من مر رأى الشموع مضاءة على قبره. فقالت ورده غاضبه: ومن قال لك هذه الاكاذيب . فردت عليها المرأة بغضب :استغفري الله يا ابنتي ولا تقولي اكاذيب فهذا القبر قد ساعد الكثيرين . فقالت ورده : يا خاله انت صادقه وما تقولينه صحيح هل ذهبت وتركتينا بجانب هذا القبر قليلا .. فقالت المرأة :كلا لن اذهب قبل ان يتحقق طلبي .. فتأففت ورده وقبل ان تنطق بكلمه سحبتها امها لعنه وعادت بها حيث تجلس العجوز بعيدا.. وحينما وصلت لعنه للعجوز قالت لها : ان المرأة ترفض الذهاب من جانب القبر. فقالت ورده: ويا خاله هذه المجنونه تقول ان هذا القبر لرجل . فنهرتها العجوز وقالت : لا يا ورده لا تقولي عنها هكذا فهي جاءت تضيء الشموع على قبر جورجيت وتسأل شيئا ولا يهم ما تظنه ..واناس كثيرون يزورون هذا القبر ولا يعلمون لمن هو ويتداولون القصص حول صاحبه. فقالت ورده : والان يا خاله الى متى سنبقى ننتظر والشمس ستشرق قريبا والمرأة لا تذهب . فقالت العجوز: حتى تذهب لوحدها فلا يجوز طرد زائر للقبر. مرت دقائق وكأنها ساعات وهن ينتظرن ذهاب المرأة...فتنفست ورده وامها الصعداء حينما بدأت المرأة بلملمة حالها وتحركت بعيدا عن القبر حتى توارت عن الانظار..فتوجهت ورده وامها بأتجاه القبر وبقية العجوز مكانها تنتظر ..وحينما وصلت ورده والام أضيئت الشموع ولم تتمالك لعنه الام الا ان اجهشت بالبكاء وكذلك فعلت ورده ... وقالت لعنه بكلمات ممزوجة بالدموع تخاطب بها القبر : انا وبناتي صن عهدك يا جورجيت .. انا وبناتي صن عهدك يا جورجيت ...الخ. واستمرت لعنه تخاطب القبر لأكثر من ساعه والدموع لا تفارق عينيها وعيني ابنتها ورده ..اقتربت العجوز بأتجاه لعنه وابنتها ورده ووضعت يدها على كتف لعنه وقالت : هيا يا ابنتي يجب ان نعود .. فقالت لعنه للعجوز : ولكن امي جورجيت لم تظهر فقالت العجوز مخاطبة لعنه وورده:لم نحضر الى هنا لرؤية جورجيت،جئت بكن لزيارة القبر واضاءة الشموع على قبر جورجيت في الشام، للتأكيد على وفائكن بالنذر،لا اكثر من ذلك. وعادت ورده وامها بصحبة العجوز وخيبة امل كبيره علت على وجوههن لعدم ظهور جورجيت.. فقالت العجوز لهن تحثهن على ان يسرعن اكثر:هيا يا بنات يجب ان نعود قبل ان تشرق الشمس . فقالت ورده للعجوز : ليش ما أجت يا خاله ..انا نفسي اشوفها . فقالت العجوز: سترينها يا ورده ..والان هيا نعد.. وعادت العجوز بصحبة ورده ولعنه من نفس الطريق حتى وصلن الى حيث كن بالسابق ..وبعد ان ارتحن قليلا..ذهبت العجوز وعادت تحمل بيدها صندوق..وضعته امام لعنه الام وقالت للعنه : افتحيه.. ففتحته لعنه ..فلمع نور من داخل الصندوق منبعث من قلادة صنعت من الذهب والفضة ومعادن اخرى مصنوعه بغاية من الدقة والاتقان وقالت العجوز للعنه : هذه القلاده قد تركتها لك امك جورجيت فيها سر وقوة العهد ترد عن حاملها الشرور...لا يملكها اثنان ..لا تباع ولا تشترى ..يرثها من استحقها وحافظ على عهدها..وجدت مع اهل هذا المكان منذ مئات السنين وانتقلت بينهم وخرجت خارج هذا المكان وعادت اليه...وحينما حضرت الينا جورجيت قبل عشرات السنين استلمت القلادة واقسمت امام صاحبتها ان تصونها وتحافظ عليها وان لا تورثها الا لمن يستحقها... مدت لعنة يدها لتمسك بالقلادة ولكن يد ابنتها ورده سبقتها وامسكت بها واخذت تتفحصها مبهورة بجمالها...نظرت لعنة الى ابنتها ورده مستأة من تصرفها واخذت القلادة منها واعادتها الى الصندوق واغلقته وقالت للعجوز لقد حلمت بهذه القلادة منذ صغري حينما كنت اراهاعلى عنق امي جورجيت وفي احد المرات بهرتني مثلما بهرت ابنتي ورده وطلبت من امي جورجيت ان ارتديها .. فقالت لي اخشى يا ابنتي انه حينما ترتدينها ستخسري احد عيونك .. فقلت لها :انه لا شيء مهم في حياتي لاخسره . فقالت لي: وانا يا لعنة الست مهمة... فخجلت من نفسي واعتذرت منها واقسمت لها اني لا اريد هذه القلادة ولن ارتديها ما حييت..و الان يا خالة قد مرت السنوات والعنق الذي كان يزين هذه القلادة لم يعد موجود وها هي تذكرني بان امي جورجيت "نوري الوحيد" لم تعد في عالمي ومع هذه القلادة يعتريني شعور بالخوف بأن افقد شيء اخر في حياتي ..فأرجوك يا خاله لا تفتحي هذا الصندوق من جديد... ابتسمت العجوز وقالت للعنه: الصندوق وما فيه لك يا لعنة فقد ورثتيه عن امك جورجيت وواجبي ان اسلمه لك فأن اردتي ان تبقيه مغلقا على القلادة فلا احد يمنعك وان اردت ان ترتدي القلادة او ان تعطيها لأحدى بناتك فالخيار خيارك.. فقالت لعنة : خياري ان تبقى هذه القلادة بالصندوق ولا تخرج منه ولا خيار اخر لدي وانت يا خالتي العجوز طالما كنت وصية علينا وعلى امي جورجيت من قبلنا وعلى اهل هذا المكان فهذا الصندوق سيبقى كما هو وان رأيت انه قد جاء يوم واستحق هذه القلادة احد لتساعده فامنحيها له..اما انا وبناتي فيكفينا شرف العهد وما منحنا من حماية وقوة فلا حاجة لنا بهذه القلادة .. ردت العجوز على لعنة وقالت: يا ابنتي انت قررت ان تعيشي هنا معنا فربما يأتي يوم وتكوني انت الوصية على هذا المكان ..اما ياسمين ولعنه فهن اصبحن بنات النور ولم تعد تربطهن علاقة بهذا المكان ..والقوة التي امتلكنها ستتلاشى كلما وصلن الى الاستقرار في حياتهن الجديدة ..ولكن القلادة ان منحتيها لأحداهن فهي ستبقى معهن الى الابد لتنتقل من صاحبتها الى وريثتها ولهذا السبب اطلب منك ان لا تتسرعي بأتخاذ القرار ... فقالت ورده تأيدا لكلام العجوز: نعم يا ماما فكري ولا تتسرعي.
CleverMan سمكة متألقة
عدد الرسائل : 274 تاريخ التسجيل : 10/06/2008
موضوع: رد: ح 41 الى ح44 ..حب فى المقابر .. وقربت النهاية الثلاثاء أغسطس 05, 2008 12:40 pm
حلقة 43
فقالت لعنه لوردة: افكر وبماذا افكر يا ورده واي قرار يجب ان اتخذ ..اعطيك القلادة ام اعطيها لاختك ياسمين. فقالت ورده : لا فرق بيني وبين ياسمين يا امي فنحن واحدة ولن نكون اثنتان مهما حدث. فقالت لعنه: لقد اتخذت قراري لن تخرج هذه القلادة من الصندوق ما دمت حية والموضوع منتهي ولن اناقش فيه ، والان يا ورده وجب ان تستعدي حتى تنتقلي للحياة خارج القبور..سيحزنني فراقك انت الاخرى ولكن سأكون مرتاحة اكثر حينما اعلم انكن معا تحرص الواحدة الاخرى. فقالت العجوز : نعم يا ورده لقد حان الوقت فعلا لتستعدي للذهاب للعيش مع اختك ياسمين لنبدء حياة جديدة. فقالت ورده :لست على عجلة من امري يا خاله وانا بحاجة للوقت لافكر جيدا قبل ان اخرج من هنا واحرم من العودة وامي التي لا اعلم ان كنت ساراها ام لا ..فقالت لعنه لابنتها : لا تخافي يا ورده لقد وعدتكن ساحضر الى زيارتكن دائما واستمر النقاش بين ورده وامها والعجوز في تفاصيل المستقبل.
فارس وياسمين
حينما عادت ياسمين مرتديه ثوب الزفاف الابيض مع فارس في طريقهما الى بيته كانت تضحك تاره وتبكي تارة اخرى وفارس ما زال مذهولا لا يصدق نفسه ان زمن الخمار الاسود قد ولىّ وان ياسمين قد اصبحت زوجته دون تعقيدات ..توقفت السيارة بجانب البيت في ساعة متأخرة من الليل ودخل فارس وزوجته ياسمين البيت وكانت ام فارس واخوه نيام فتعمد فارس ان يحدث ضجيج في البيت ..فقالت ياسمين لفارس بعد ان تنبهت ان فارس يفعل ذلك الضجيج لايقاضهم حتى يروا ياسمين: دعها نائمة فستراني في الصباح...ولكن فارس أصر على ايقاظ امه ..افاقت ام فارس وحينما خرجت من غرفتها لتكشف سر هذا الضجيج الذي دب في بيتها فجأة..فوجئت بفارس يقف مبتسما وياسمين بجانبه بثوبها الابيض ..وقفت ام فارس للحظات مشدوهة لا تتكلم وعيونها متسمرة باتجاه ياسمين ..اقترب منها فارس وهزها من كتفها فنظرت اليه وقالت :انا ..انا بحلم ..مش آه . فقال لها فارس : لا يا امي انت ما بتحلمي شو اللي بتشوفيه هو الحقيقة ..ضحكت ام فارس وعادت الى غرفتها دون ان تنطق بكلمة ..ضحك فارس وقال لياسمين مازحا : امي انجنت . دخل فارس وياسمين لغرفتهما ودقائق مرة وفارس مرتبك متردد في الاقتراب من ياسمين..ولكن بنظرة واحدة خبيثة من ياسمين جعلته ينسى كل شيء ...الا ياسمين . لم يكن ذلك الصباح كأي صباح لاسرة ذلك البيت او للمنطقة كلها فأم فارس افاقت من نومها فرحة سعيدة تعد الافطار ولا يبارح مخيلتها ذلك الحلم الجميل لفارس وعروسه واخذت ترويه لابنها علاء وهي تنتظر بشوق ان يستيقظ فارس الذي علمت بوجوده من خلال رؤيتها للسيارة مركونة خارج البيت لتروي له عن حلمها الجميل . ام فارس مشغولة في اعداد الافطار وعلاء يجلس على الطاولة يستمع لحديثها وهو يبتسم فتوقفت ام فارس دون حراك وقد تغيرت ملامح وجهها وهي تنظر بأتجاه الباب وعلاء يلتفت الى الخلف ليرى ما صدم امه ليفاجيء بياسمين ترتدي ثوب زهري وتقترب منهم وعيونهم تتسائل من هذه ومن اين أتت ..تبتسم ياسمين وتقول :صباح الخير ..مالكم في اشي. ومن صوتها ادرك علاء وامه ان هذا الملاك الذي ظهر فجاءة ما هو الا ياسمين . ام فارس وبحركات لا شعورية تدق بيدها على الطاولة وتقول : بسم الله وما شاء الله ..بسم الله وما شاء الله ..وتكرر كلامها عشرات المرات ..علاء يفيق من ذهوله ويمازحها قائلا "بتعرفي انت بالقناع الاسود احلى" تقترب منه ياسمين وتمسك بأذنه وتشدها ويصرخ علاء وهو يضحك ويقول لها: بتعرفي يا ياسمين انا اول وانت لابسه الخمار ومقنعة ما كان يهمني اسألك ليش لابسى هيك علشان كنت متأكدة انك مثل القردة بس صوتك حلوا وما حبيت احرجك ..بس هلا لازم افهم تطلعي على السما تنزلي على الارض بدي افهم . فقالت ياسمين :الله يبعثلك يا علاء وحده قردة على قد ذوقك ونيتك. افاق فارس من نومه سعيدا وكأنه يرى الشمس تشرق لاول مرة في حياته جلس معهم واخذت امه تروي لهم انها رأتهم بالحلم امس فقال لها فارس: ما رأيته كان حقيقة وليس حلم ولكنها لم تقتنع وفضلت على ان يكون حلما قد تحقق على كونه حقيقة. مرة عدة ايام ومثلما كانت حكاية المقنعة السوداء في بيت فارس حكاية على لسان كل الناس..اصبحت حكاية ياسمين اجمل الجميلات حكاية الناس في الحارةوالمنطقة كلها. طلبت ياسمين من فارس ان يبحث عن بيت ليبدؤا حياتهم بأستقلال وبعيدا عن الماضي ..فقال لها فارس بعد ان تذكر حكاية البيت الذي قام ببيعه في الماضي ليغطي نفقات الزفاف : لم يعد هنا بيت قديم ليكون هناك جديد ..فقالت له ياسمين : لا تخف لقد قمت بأرجاع البيت وهو ما زال على اسمك ولا داعي لان تربط كل شيء بحياتنا بالماضي ...فقال لها فارس : اذا سأبدأ من اليوم بالبحث عن بيت ..فقالت ياسمين : ولكنك لم تسألني في اي المناطق اريد ان اسكن..فابتسم فارس وقال : اين؟ فقالت : فقط في مدينة القدس.. استاء فارس وبداخله لا يود ترك الناصرة او الابتعاد عنها لاي سبب كان وقال لها: هل انا مجبر على القبول بهذا الخيار . فقالت له: كلا لست مجبر ولكن انا سأكون سعيدة ولي اسبابي الخاصة وهذا جزء من عهد قطعته على نفسي ..لم يكن امام فارس الا ان يصطحب ياسمين ويبدأ بالبحث عن بيت بمواصفات خاصة طلبتها ياسمين. لم يكن ايجاد البيت بحاجة الى عناء وخاصة انه كان واضحا ان ياسمين تعلم مسبقا ما تريده وبسرعة لم يتوقعها فارس تم شراء بيت في احد الاحياء الهادئة بالقدس وكان ذلك البيت شبه مهجور ..قاموا فورا بشرائه وترميمه ..لم يكن البيت ذلك البيت الجميل مقارنة بالبيوت الاخرى ولكنه كان ذوا طابع قديم وكير الحجم ...انتقل فارس وياسمين للعيش في البيت الجديد الذي لم يرق لفارس وكان يفضل لو انه سكن في بيت اخر ولكن وجود ياسمين جعله يشعر بأنه يسكن في قصر بعد عدة ايام حضرت ورده في ساعات المساء الى بيت ياسمين واستقبلتها ياسمين بالضحك والدموع ..وسألتها ياسمين لماذا تأخرت وانها قد تركت لها رسالة في المكان المتفق عليه بينهما ..فقالت ورده انها احتاجت لعدة ايام اخرى لتفكر قبل ان تتخذ قرارها فسألتها ورده عن فارس فقالت ياسمين انه نائم فأمسكت ياسمين بيد ورده وسحبتها وقالت لها تعالي لاريك غرفتك التي جهزتها لك كما تحبين..ذهبت معها ورده وكانت ياسمين بغاية السعاده الا انها شعرت بأن ورده لم تكن متحمسه او سعيدة مثلها فسألتها ياسمين ما الحكاية يا ورده ما بك ..فصمتت ورده وقالت : لا ادري يا اختي ولكني محتارة وخائفة واخشى اني لا استطيع الحياة بعيدا عن اهل المكان حيث تربيت وايضا لا استطيع الحياة بعيدا عنك فقالت لها ياسمين ورده اختي حبيبتي اليس هذا الحلم الذي عشنا من اجله ها قد تحقق اخيرا فلماذا الخوف الان. فقالت ورده: لا تكون الاحلام دائما كاملة يا اختي. فقالت ياسمين: ورده ارجوك لا تحرميني السعاده التي انتظرتها سنين طويلة ارجوك. فقالت ورده: دعيني من هذا الحديث انا سأبقى معك عدة ايام وربما الجو قد يعجبني فاغير رأي ولكن لا تحاولي ان تؤثري عليّ بدموعك . فقالت ياسمين : اتفقنا وسأقنعك بدون دموع ولكن الان اذهبي واستبدلي ملابسك . فقالت ورده: حاضر ولكن لن اخلع الخمار حتى اقرر لاني ان فعلت فلن استطيع العودة الى المكان من جديد ..فقالت ياسمين لا تخافي فلن يراك فارس وهو نائم وانا لا اريد ان اتحدث معك من خلف الخمار. مرت ثلاثة ايام قضتها ياسمين مع ورده بسعادة بالغة وبذلت جهدها هي وفارس بأقناع ورده بأن تتخذ قرارها بالبقاء لتبدء حياتها من جديد في عالم النور ولكن يبدوا ان ورده ومنذ البداية قد اتخذت قرارها في البقاء مع امها واهل المكان وايقنت ياسمين انه لن تستطيع ان تقنع اختها ورده في البقاء وراود ياسمين شعور بأن وراء قرار ورده هذا اسباب خاصة لا تعلمها ياسمين...وقامت ورده بتوديع ياسمين وهي تضحك وتقنعها ان سعادتها وحياتها هناك مع اهل المكان وانها ستأتي لتزورها دائما وضحكت ياسمين ايضا وتمنت لها السعادة وقالت انها ستكون بأنتظارها دائما وغادرت ورده وهي تبتسم وكذلك اختها ياسمين وكلتاهما تعرف ان الواحدة تكذب على الاخرى فما ان ابتعدت ورده قليلا حتى بدأت بالبكاء وكذلك فعلت ياسمين . وبدأت ياسمين ترتيب حياتها من جديد وهي تعلم بأن علاقتها بأمها واختها لن تكون الا علاقة زيارة بين الحين والاخر يقمن هن بها وان احتاجتهن هي لامر ضروري جدا فيتوجب عليها ترك رسالة في مكان ما حتى يعلمن بها ويحضر لزيارتهن وهكذا مرت الأشهر والاشهر وحملت ياسمين من فارس وقبل ان تنجب بأيام اصر فارس على ان يأخذها الى احدى المستشفيات خوفا على صحتها الا انها رفضت واصرت ان تنجب طفلها في البيت ...قرار ياسمين هذا جعل فارس في توتر دائم خوفا على ياسمين وفي منتصف الليل حان موعد ولاده ياسمين واخذت تصرخ ..وجن جنون فارس وهو يبكي ويرجوها ان يأخذها الى المستشفى او يحضر طبيب ..الا ان ياسمين رفضت بشدة وتعالى صراخها..وانفتح الباب فجأة وظهرت امرأة مقنعة اشارت لفارس بيدها دون ان تكلمه فخرج فارس من الغرفة واغلق الباب خلفه وللمرة الاولى يشعر فارس بالراحة والأطمئنانية لرؤيته المقنعة وهو كان دائم الخوف من رؤيته لهن ...تعالى صراخ ياسمين لعدة دقائق وبعدها حل الصمت والهدوء لعدة ساعات واعصاب فارس تكاد تنهار وهو ينتظر ان يفتح الباب ليطمئن على زوجته والمولود ..ولكن هذا لم يحدث فاقترب فارس من الباب ووضع اذنه لعله يسمع شيئا ولكنه لم يسمع فاستمر بمحاولتة لساعة اخرى حتى تجرء وشق الباب بهدوء ونظر من خلفه فوجد ياسمين نائمة كملاك لا تعي شيئا فادار فارس راسه يتلفت في انحاء الغرفة ولكنه لم يجد احد فدخل الغرفة واخذ يبحث فيها في كل مكان من الخزانة الى تحت السرير لعله يرى شيئا ولكن عبثا فاحتار فارس لما حدث وجلس بجانب ياسمين ينظر الى وجهها الملائكي ويود ان يوقظها ليسألها عما حدث واين المقنعة واين المولود الذي لم يراه واشرقت الشمس واستيقظت ياسمين..وسألت فارس ماذا حدث فقال لها لا اعلم فسألته ماذا انجبت اذكر ام انثى..فقال لا اعلم فأخذت ياسمين تبكي وفارس يهدءها حتى هدئت وحكى لها ما حدث بالضبط فصمتت ياسمين وعادت الى النوم من جديد وتركت فارس بحيرته وحينما افاقت من جديد سألها فارس ماذا حدث وماذا سيحدث يا ياسمين ..امسكت ياسمين بيد فارس وقالت له لا تخف سنعلم بعد اسبوع فمر الاسبوع على فارس وياسمين وكأنه عام ولكن لم يحدث شيء ولم يحضر احد وانتظرت ياسمين ليوم اخر ولم يحدث شيء فذهبت الى المكان المتفق عليه وتركت العلامة المتفق عليها وبعد يوم حضرت مقنعة عرفتها ياسمين قبل ان تقترب واسرعت باتجاها وحضنتها وقالت ورده: اختي لماذا تأخرت ..!! فقالت ورده : لم اتأخر لقد جئت اليك فور ترك الرسالة ما بك يا ياسمين ومالي اراك مهمومة. فقالت ياسمين : اين ابنتي يا ورده ماذا انجبت ولد ام بنت "طمئنيني" ...؟ فقالت ورده: لا افهم عما تتحدثين يا ياسمين .. فقالت ياسمين: ارجوك ورده لا تمزحي .. فقالت ورده: اقسم لك اني لا اعلم عما تتحدثي اقسم لك يا ياسمين اجلسي واحكي لي ماذا حدث ..واخذت ياسمين وفارس يروا لورده ما حدث .. فقالت ورده ..لا تخافي يا ياسمين فربما امي اخذت المولود لاسباب لا نعرفها .. فقالت ياسمين:لقد توقعت ذلك ولكن لمدة اسبوع وبعدها تعيده الي وها قد مر اكثر من اسبوع. اخذت ياسمين تبكي وتبكي فحضنتها ورده وقالت: ارجوك لا تبكي ساذهب انا الان وسأعود اليك لأطمئنك بسرعة وغادرت ورده وتوجهت الى المكان ووصلت وتوجهت الى امها وقالت : لماذا يا امي ..اختي ياسمين تكاد تموت من البكاء اين مولودها فصمتت الام لعنة ولم تجب فرجتها ورده ان تخبرها فقالت لها: اختك ياسمين لم تنجب
CleverMan سمكة متألقة
عدد الرسائل : 274 تاريخ التسجيل : 10/06/2008
موضوع: رد: ح 41 الى ح44 ..حب فى المقابر .. وقربت النهاية الثلاثاء أغسطس 05, 2008 12:43 pm
حلقة 44
وان تكلمت كلمة اخرى فسأمنعك من الخروج من هنا الى الابد ..لم ينفع بكاء ورده وتوسلاتها ان تعرف شيء عن مولود ياسمين وعادت ورده وجلست مع ياسمين وقالت لها : يبدوا لي يا ياسمين ان امك تخفي عنا شيئا لم نعرفه بالسابق ولم نعرفه الان..اختي حبيبتي يجب ان تتقبلي الواقع واعدك اني سابذل المستحيل لاعرف اين مولودك ..ولا يوجد امامك الا ان تطمئني وتنسيه في الوقت الحاضر. فبكت ياسمين واخذت تصرخ وتقول :يجب ان ارى امي لاعرف لماذا تفعل بي هذا . فقالت ورده: لا اعتقد انها ستحضر لزيارتك قريبا.. امضت ورده عدة ايام بجانب ياسمين تواسيها وتخفف عنها ولم يكن امام ياسمين الا ان تتقبل الواقع المرير ..اما فارس فحاول ان يخفي احزانه والآمه عن ياسمين لانه يعلم بأن ياسمين تعاني اكثر منه لما حدث...ومرة الأشهر وام ياسمين ترفض لقاءها وترفض ان تحكي لورده عما حدث ...وحملت ياسمين للمرة الثانية وقبل موعد الانجاب قال لها فارس انه خائف بأن يتكرر ما حدث معها في المرة الاولى واقسم انه لن يسمح بذلك ولكن ياسمين قالت له بحزن : ان كان القدر قد كتب لنا ان يحدث هذا مرة اخرى فلا انا ولا انت نستطيع منعه . وحان موعد الولادة وحضرت المقنعة مرة اخرى واختفت مع المولود وانتظرت ياسمين وفارس مرور الاسبوع لتعلم ما انجبت ..ومر اسبوع وشهر وكان مصير المولود الثاني كالاول...وغرقت ياسمين بأحزانها ولم تفارقها الدموع..اما ورده التي كانت تحضر بين الحين والاخ لتواسيها وتخفف عنها لم تحتمل ما يحدث لاختها ياسمين وعادت الى امها ترجوها ولكن لا حياة لمن تنادي فلا يوجد على لسان امها سوى كلمة "اختك لم تنجب..اختك لم تنجب" فتوجهت ورده للعجوز وقالت لها: -يا خاله ارجوك لماذا تفعلوا هذا بأختي.. فقالت لها العجوز: لا تسأليني ..واسألي امك .. لم تتمالك ورده اعصابها واخذت تصرخ بوجه امها والعجوز ..الا يوجد في قلوبكم رحمه لماذا تفعلوا بها هكذا هل تعاقبوها لانها ارادت الحياة بالنور ولو انا اخترت الحياة في الخارج ايضا لفعلتم بي نفس الشيء ..هل هذا ما تريدونه ..هل هذا ما تريده جورجيت ..هل تستمتع بعذاب حفيداتها..وهل اصبح عذاب من لا يكون منكم هو متعتكم؟! ارتاحي يا ستي جورجيت..ارتاحي ولا ما راح ترتاحي الا تتموتي ياسمين معك..؟! لعنة ام ورده لم تتمالك هي الاخرى اعصابها فقامت وصفعت ورده على وجهها واخذت تشتمها..وتدخلت العجوز لتهدئة الوضع ولكن ورده اخذت تصرخ وتهدد بانه لو حصل شيء لياسمين فستقتل نفسها. فقالت لها العجوز : اصبري يا ابنتي ..اصبري يا ابنتي . فقالت ورده وهي تبكي: وعلى ماذا اصبر وانا ارى اختي تتعذب امامي ..لماذا ومن اجل من وما ذنبها هي الم تنتهي اللعنة وسمحتم لها بالخروج كما سمحتم لي لماذا الم تسامح جورجيت وانتهى كل شيء..لماذا تفعلوا بها هذا ..لماذا ..لماذا لا تقولوا لها ما انجبت ..هل انجبت ذكور ولهذا اخذتموهم..وما ذنبها هي ان حدث فعلا ...فهل هي التي تقرر ما تنجب ولماذا لم تقولوا لها قبل ان تنجب بان هذا ما ستفعلوه معها ..لماذا كذبتم علينا..ولماذا انت يا امي ..اصبح قلبك كالحجر..ياسمين ابنتك اشفقي على حالها.. ولم تنبس العجوز ولا ام ياسمين وورده بحرف واحد...اما ياسمين.. فلم تعد للحياة قيمة لديها ، وكانت تمضي معظم وقتها صامتة حزينة حتى حينما كانت ورده تقوم بزيارتها بين الحين والاخر تمضي معظم وقتها بالبكاء...مر اكثر من عام ولم يتغير شيء في حياتهم وكانت ياسمين قد رفضت ان تحمل من جديد لأنها على يقين بأن الحمل لن يجلب لها الا التعاسة ولكن ورده استطاعت ان تقنعها ان تعدل عن رأيها ولعل السبب وراء ما يحدث انها لم تنجب بنت..وحملت ياسمين للمرة الثالثة ...ومرت الاشهر وحان موعد الولادة وتكرر نفس الشيء للمرة الثالثة واختفى المولود وياسمين لم تبكي هذه المرة ويبدو انها يأست من البكاء ولم تنتظر او تكترث لان يمر الاسبوع لتعرف ماذا سيحدث لوليدها ..ومر عام واشهر وياسمين لا تعرف ماذا حدث لابناءها الثلاثة..هل هم اموات ام احياء....وحملت ياسمين للمرة الرابعة ويبدوا انه لم يبقى لها شيء تفعله سوى هذا...اما ورده التي فقدت هي الاخرى طعم السعادة وغرقت بهموم ياسمين اكثر منها ..توجهت الى غرفة امها وبحثت عن الصندوق وفتحته واخرجت القلادة واخفتها تحت عباءتها وذهبت الى ياسمين وحينما وصلتها قالت لها: اختي ياسمين خذي هذه القلادة . فسألتها ياسمين: وما هذه يا ورده ومن اين احضرتها . فقالت ورده: انها قلادة ستي جورجيت وقد اخفتها امي ورفضت ان تخرجها وقد سرقتها واحضرتها اليك وما اعرفه عنها انها ذات قوة خارقة تحمي وتساعد مالكها ولم يكن امامي طريقة لاساعدك بها الا بأحضار هذه القلادة. بكت ياسمين وعانقت ورده وبكت معها ورده وقالت ياسمين : كلا يا اختي لن اعيدها فهي ملك امك وليست ملكنا وقدرنا يجب ان نتقبله . فقالت ورده : امي لم يعد في قلبها رحمة وانا لولا خوفي عليك وحتى لا اقطع الاتصال مع اهل المكان لعلي يوما اعرف مصير ابناءك ..لما بقيت هناك لحظة واحدة ولم يعد يهمني ان غضبت امي او غيرها ..هيا يا ياسمين يجب ان نعرف سر هذه القلادة ..لا يوجد شيء لتخسريه.. ابتسمت ياسمين وقالت : كلا يا ورده اعيدي القلادة الى مكانها ..لا اريد ان اخسرك انت الاخرى لان هذا ما لا استطيع ان احتمله. خرجت ورده وتركت القلادة ولم تعطي ياسمين فرصة للكلام ..وهي تقول : لن اعيد القلادة انها لك لن اعيدها.. وعادت ورده الي المكان وما ان التقت بأمها حتى بادرتها الاخرى بالكلام قائلة: لماذا فعلت هذا يا ورده .. لم تتكلم ورده ..فاعادت امها نفس الجملة .. فقالت ورده: لقد اعطيتها لياسمين لعلها تساعدها ..الم تحتاري انت لمن تعطي القلادة ولهذا اخفيتها ..فلا داعي للحيرة فقد اعطيتها لياسمين وان كانت حياتي كلها تعيد البسمة لاختي فانا سأعطيها اياها. فقالت لعنة الام : لا بأس يا ورده ..مبروك القلادة على ياسمين ولكن انت لن تخرجي من هنا طالما حييت ولو للحظة واحدة . اخذت ياسمين القلادة ووضعتها في الخزانة حتى تعود اختها ورده لتقنعها بأن تعيد القلادة لامها لعنه ولكن مر اكثر من اسبوع ولم تحضر ورده فذهبت ياسمين وتركت لها رسالة ..ومر اسبوع اخر واخر وفي كل مرة تترك ياسمين رسالة ولا احد يجب وبعد مرور شهر جن جنون ياسمين فأخذت تبكي ليل نهار ولم يعد على لسانها ..الا اسم ورده واخذت تمضي معظم وقتها بجانب الشباك على امل ان تلمح ورده قادمة من بعيد ولكن هذا كان بعيد المنال فورده اختها لا يسمح لها بالخروج وهي الاخرى تمضي معظم وقتها بالبكاء والصراخ لتخرج لترى اختها ياسمين حتى انها لم تعد تأكل او تشرب لتضغط على امها ان تسمح لها بالخروج لرؤية ياسمين...اما ياسمين فقد
تدهورت صحتها هي الاخرى وهي بالشهر الاخيرمن حملها وبرغم استمرار تدهور صحتها الا انها واصلت اضاءة الشموع كعادتها وكانت تجلس امامها وتخاطب جورجيت قائلة: يا جورجيت يا ستي حكمت عليّ بالعذاب وانا راضية ..اخذت ولادي وانا راضية ..ما بدي في الدنيا الا اختي ورده رجعيها الّي وانا بوعدك في كل سنة لحبل واخلف وانذر كل مولود لألك يا جورجيت..بس ارجع واشوف ورده .. واستمرت ياسمين في كل يوم تخاطب جدتها جورجيت بهذه الطريقة وترجوها ان تعيد اليها ورده وحان موعد ولادة ياسمين للمرة الرابعة...وفي الساعة الاخيرة حضرت المقنعة كما فعلت في الاعوام السابقة واختفت من جديد..اما فارس الذي استسلم للأم الواقع وهو على يقين بان اولاده سيختفون ولن يستطيع منع ذلك ولا يسعه الا الاطمئنان علي ياسمين بعد الولادة توجه الى غرفتها كعادته وفتح الباب فرأها نائمة كملاك ولكنه هذه المرة رأى بجانبها طفلة صغيرة يشع النور من وجهها ..فقفز قلب فارس من الفرح وجلس بجانب السرير ينظر الى ياسمين والي الطفلة ودموع الفرح تتساقط من عيناه ويود لو انه يحتضن الطفلة ولكنه يخاف ان تستيقظ وتستيقظ ياسمين وترى الطفلة بجانبها وتبدء هي الاخرى بالبكاء ...انشغلت ياسمين لعدة ايام بالطفلة التي اسمتها "جورجيت" والفرحة لا تسعها ومع نهاية الاسبوع تحملها وتتوجه بها الى الجبل حيث اعتادت ان تنادي على امها واختها ..بعد ان منعت من الذهاب الى المكان وتجلس هناك وتضع ابنتها جورجيت على الارض بعد ان لفتها "بحرام" وتنادي عليهم وتقول : يا اهل هذا المكان ..يا ستي جورجيت..جورجيت ولدت من جديد ..يا اهل هذا المكان تعالوا خذوها لتعيد لكم النور من جديد...تعالوا خذوها فأنتم قلتم مع ميلادها سنرى كلنا النور خذوها انا اهبها لكم راضية ولكن اعيدوا لي نور ..اعيدوا لي روحي ..اعيدوا لي اختي ورده. واخذت ياسمين تبكي ومن بعيد ظهرت امرأة مقنعة بالأسود قبل ان تقترب عرفت ياسمين امها لعنة..اقتربت لعنة من الطفلة ووقفت امامها ..فبكت ياسمين واخذت تقول : امي ارجوك خذيها ولكن اعيدي لي ورده ..ارجوك يا امي لعنه الام لم تتكلم بكلمة واحدة بل حملت الطفلة وعادت ادراجها من حيث أتت وياسمين وقفت مكانها تبكي وتنادي على ورده ..حتى يأست وعادت ادراجها الى البيت. لاقاها فارس واستغرب انها لا تحمل الطفلة ..فسألها اين ابنتنا..؟ فقالت : لقد اخذوها يا فارس ..لقد اخذوها هي الاخرى. فقال فارس : من هم يا ياسمين ..؟ فقالت : اهل المكان وامي يا فارس ..اخذ فارس يصرخ لماذا تفعل بك امك ذلك... فقالت ياسمين : لا اعرف واخذت تبكي اريد ورده ..اريد ورده. واخذ فارس يبكي لبكائها مرت تلك الليلة ككابوس على فارس وياسمين واشرقت الشمس وعيونهما لم تذق طعم النوم او الراحة. ومن شباك البيت ينظر فارس الى باب الحديقة الخارجي فيرى ياسمين بأجمل اثوابها تسير باتجاه البيت تضم الى صدرها طفلتها الرضيعة وشعرها مفرود على كتفيها تعبث بخصلاته نسمات الهواء ..يفرك عينيه ليتأكد بأن ما يراه حقيقة ..لم تتلاشى تلك الصورة وانما بقيت ياسمين وطفلتها تتقدم باتجاه البيت ..قفز فارس باتجاه الباب لاستقبالها وقبل ان يخرج يلمح ياسمين تجلس على احدى الكنبات منهكة القوى واثار الدموع ما زالت في عيونها..يحتار فارس ويعود راكضا باتجاه الشباك فيرى ياسمين تحمل الطفلة وتقترب اكثر واكثر من البيت..يحتار فارس ويظن انه قد بدأ يهلوس ..ولحسم الامر قفز باتجاه الباب فدخلت منه....
esso احلي أخطبوط
عدد الرسائل : 867 العمر : 34 المزاج : تعود ان تموت لكى تعيش لكى تحب ولا تحب تاريخ التسجيل : 06/06/2008
موضوع: رد: ح 41 الى ح44 ..حب فى المقابر .. وقربت النهاية الأربعاء أغسطس 06, 2008 3:51 am
انت نصااب ياكليفر انت اكلت علينا الحلقات من 25 ل30
وجاى النهاااردة تقوول النهاااية قربت
انا لن اتنااازل عن الفجوووة دى
مفهوووووووووووووووووووم
CleverMan سمكة متألقة
عدد الرسائل : 274 تاريخ التسجيل : 10/06/2008
موضوع: رد: ح 41 الى ح44 ..حب فى المقابر .. وقربت النهاية الأربعاء أغسطس 06, 2008 5:56 am
موجودين من زمان يا ايسو
انتى لسه فاكرة
على العموم خلاص مفضلش غير اخر حلقة
وبعديها كل سنة وانتم طيبين
esso احلي أخطبوط
عدد الرسائل : 867 العمر : 34 المزاج : تعود ان تموت لكى تعيش لكى تحب ولا تحب تاريخ التسجيل : 06/06/2008
موضوع: رد: ح 41 الى ح44 ..حب فى المقابر .. وقربت النهاية الخميس أغسطس 07, 2008 3:31 am
احم احم
معلش يا كليفر مأخدش بااالى
معلش عدهالى المرة دى
بس كلها حلقااااااااااات جاااااااااامدة
ومستنية النهاية
بس متنساش تنسى تكتبلنا الكاتب
CleverMan سمكة متألقة
عدد الرسائل : 274 تاريخ التسجيل : 10/06/2008
موضوع: رد: ح 41 الى ح44 ..حب فى المقابر .. وقربت النهاية الخميس أغسطس 07, 2008 2:21 pm