آسف .. نسيت أنكم الكبار لم تكتشفوا لغه الرضع بعد ، ولهذا فأنا مضطر آسفا الى التحدث بلغتكم العقيمه ، رغن أن لغه الرضع أكثر بلاغه
أنا رضيع ، اسمى ؟ .. لم يجعل لى أبواى اسما بعد ولكن مؤكد أنهما ضيقا الافق مثل اى ابوين ، وسيختاران اسما تقليديا سخيفا . ليتهم لديهم النزعه للتجديد والمغامره فيطلقان على اسما جديدا مبتكرا مثل (أبو المكارم) أو (ذو الفقار) ، واذا كان لابد من اتباع الموضه فلا بأس ابدا بـ (عويس أو الكحكى ) ولكن ما علينا من الاسم الآن ، فأنا اريد ان اشكو ليكم همى ... فلقد جئت الى الدنيا اليوم فقط ... هئ هئ هئ هئ ...لماذا البكاء ؟
بقى بعد الراحه والهدوء اللذين كنت انعم بهما فى رحم امى أجئ الى هذا العذاب !!!نعم عذاب ، عذاب بدا من لحظه الولاده حين امسك بى الطبيب فى الوضع المقلوب فظننت ان هذا على سبيل التحيه وسررت حجذ ، ولكن سرورى تبدد حين هوت كف الطبيب الذى يشبه الحذاء الميرى (الكف وليس الطبيب) على (....)
عفوا لن استطيع الاكمال حيث ان صوت صراخى قد تعالى من جراء الضربه المباغته ، وهنا ابتسم الطبيب وهز رأسه فى عبقريه قائلا <انه حى> !!! تبأ له ، كأن العلم الحديث لم يكتشف لهذا سوى الضرب على (....) عفوا مره اخرى
بعدها اخذونى الى غرفه مغلقه وتم وضعى على الميزان كأى سله فواكه ليعرفوا وزنى وطولى ومقاس حذائى وبصمه وشحمه الأذن ان كان لها بصمه
واخيرا سمحوا لنا بالعوده الى المنزل ، هييييييــه .. كم انا مشتاق للذهاب الى هذا المنزل الجديد الذى بالتأكيد سيكون اوسع من الرحم بمراحل ، كما أنى مشتاق لركوب سياره أبى الفارهة بالتأكيد
اشار أبى الى سياره حمراء كبيره لابد أنه يملكها ، ولاحظت انه دقيق جدا ، فقد وضع لوحه معدنيه عليها خط سير السياره حتى لا يتوه السائف ، ولكن أقلقنى شيئ واحد .. أن السياره مزدحمه جدا ن ولكنى قلت لابد أنهم أقاربى يباركون وصولى للدنيا ، وحين صعدنا فوجئت بأبى يعطى نقودا لرجل بالداخل بجوار الباب وقلت لابد انه راتبه الشهرى ثم هذا الأب الناصح لم ينس أن يأخذ ايصال امانه احمر اللون بقيمه ما دفعه .. حقا نعم الأب المحافظ على حقوقه . ولكن زحام سيارتنا لم يترك لى مجالا لأعجب به حيث كنت أجاهد لألتقط أنفاسى فقط لأبدو حيا حتى لا تصيبنى ضربه غادره أخرى من اى راكب ليطمئن أنى حى
بعد حوالى 3 ساعات ونصف بدأ أبى فى التحرك نحو باب آخر فى الأمام فهمت أنه مخصص للنزول ، يا له من نظام محكم وضعه أبى لأستخدام السياره ثم اشار للشوفير< السائق الخاص> ليتوقف كى ننزل ، ولكنه فتح الباب فقط دون أن يتوقف ، وهنا .. اكتشفت أن والداى بطلان رياضيان ولابد أنهما قد حصلا على بعض ميداليات فى الوثب الطويل ، حيث فى ثانيه كانت الهوب .. ثم كنا فى الشارع ، رحله لذيذه . ولكنى سأطرد هؤلاء الأقارب فى الرحله القادمه ... مزعجون
ظللنا نسير قرابه الساعتين وسط حدائق غناء ، وبحيرات صناعيه غريبه الرائحه قليلا ، ولكن لا بأس فقد جعلتنى أكتشف ان والداى يجيدان التزحلق على الماء أيضا ، يا لهما من أبوين رائعين
أخيرا وصلنا الى بنايه تتكون من 8 طوابق ، وظللنا نصعد حتى انتهت السلالم وايقنت أننت نقيم فى (الروووف) صيفا من أجل الهواء النقى وما الى ذلك
وقضيت أياما سوداء فى المنزل ، أول ما راعنى اننى يجب ان اعيد النظر فى مسأله (أوسع من الرجم بمراحل) كما أنى لم أنعم بالراحه أبدا ، كلما خلدت الى النوم جاءنا ضيف ليبارك وصولى للحياه وألمح بنص عين يده تمتد بشغف نحوى ، فأسرع صارخا ليتأكدوا جميعا أننى حى ، ولكنى اكتشف أنه لم يرد الا حملى وتقبيلى كأنى الحجر الأسود ذاته
طبعا تسألون عن كيفيه معرفتى بالحجر الأسود ، لقد قال الكاتب الساخر أحمد رجب : ( أن الطفل يولد ذكيا حتى يشاهد التلفزيون) وهذا صحيح الى حد بعيد ، ليس هذا فقط، بل ان الرضيع يولد عبقريا ، فكل النظريات العلميه الحديثه حتى التى لم تكتشف بعد يعرفها الرضيع فى بطن أمه تمام المعرفه ولا تسألنى كيف فأنه قادر على كل شيئ < سبحانه> ولكن المشكله أن ذاكره الرضيع محدوده للغايه ، وحين يتعلم كلمه او مصطلحا جديدا لابد أن يقابله محو لمعادله أو نظريه كونيه من الذاكره
وهذه المشكله ارهقتنى كثيرا ، حيث أنى وجدت نفسى مضطرا لاستبدال (النظريه النسبيه) بــ (امبو) ونظريه (الأوانى المستطرقه) بـ(دحه) و (مسلمه اقليدس) بـ(مم) ، ولكن كام هناك مصطلحان يصطرعان فى ذهنى ، واحترت أيهما أختار ، هما (نظريه خلق الأكوان ) و(ننه هو) ، ولكن استقر رأيى فى النهايه على (ننه هو) حيث أنها اكثر أهميه لكم معشر الكبار
هناك سؤال واحد يؤرقنى ، ما معنى ( كوتى كوتى كوتى ) اللعينه هذه؟؟!! لا بأس سأمحو نظريه (الثقوب السوداء) لعلى أعرف معنى الكوتى كوتى ذات يوم
اليوم اتم 7 أيام فى دنيا العذاب ، ولكنى كنت سعيدا حيث أصبحت عالما بطبائع الأشياء من حولى ، ولكن مهلا.... هناك حركه غريبه فى المنزل ، انه يعج البشر كأنه خليه نحل ... أناس يغلون سائل أخضر ذكى الرائحه يقال انه (مغات) أشك انه للأستحمام ، وأناس يعلقون الزينات وآخرون يعبئون الشيكولاته والجلوى فى علب ، حيث شككت أنى سأخضع لأحدى هذه العمليات حيث يعبئونى فى علبه أو يعلقونى للزينه
هنا جائت أمى لتلبسنى ملابس جديده ، أما القديمه فكنت قد أرتديتها من نصف ساعه لا أكثر ، وقالت أمى كلمات غريبه عن البطن السايبه وخلافه ... أنا لا أفهم شيئا
حتى اذا جاء المساء ، ضج المنزل بالصخب والموسيقى والأزعاج ، ثم جائوا بأناء كبير به بعض الفول السودانى وأتت احدى الحاضرات وتطوعت بحملى وايداعى داخل الأناء ، فجعلت أصرخ و أصرخ ، لابد أنهم سيضعونى داخل الفرن لأصير صينيه بالفول السودانى كأختبار آخر للحياه ، والمفارقه أنى كنت أصرخ وهم يضحكون ، ثم جائت بلهاء أحرى تمسك بالهاون وجعلت تصدر صوته المزعج بجوار أذنى صارخه بصوتها الذى يشبه السحلول (الذى لا أدرى ما هو) <متسمعش كلام أمك ....متسمعش كلام أبوك> غير عالمه الحمقاء ان هذا سيحدث بمجرد أن أشب عن الطوق ولست بحاجه لنصائحها الثمينه
ثم تعالت الأبتهالات (يا رب يا ربنا ...يكبر ويبقى قدنا ) الحمقى هل يظنون أن الله سيستجيب لدعائهم فورا
ويجعلنى أكبر وأكون فى مثل سنهم ؟؟!! أشك فى ذلك ، ولكنهم ظلوا يرددون الأبتهالات فى اصرار غريب حتى شككت فى معلوماتى فأغمضت عينى منتظرا حدوث المعجزه الالهيه ، نعم أريد أن أكبر الآن حتى لا أسمع كلام أمى وأبى .... يا لها من متعه
ثم جائت عجوز شمطاء أشك أنها أرمله بطليموس وهتفت: (لقد حان الوقت) حان الوقت لماذا ؟؟؟ لا أدرى ، فتصنعت الغباء ومثلت دور النائم لعلهم ييأسو و يذهبوا قبل أن يحدث هذا الذى يجب أن يحدث والذى لا أدرى ما هو لاضبط ، ولكنهم لم يبالوا بحالتى المزاجيه اطلاقا ، وأخذو يضيئون الشموع ويمشون ورائى فى خطوات جنائزيه هاتفين فى ايقاع رتيب (حلقاته .. برجالاته) ماذا ؟؟ يا نهار اسود!! برجالاته؟! ( ولكن ما برجالاته هذه) لابد أنها تعاويذ سجريه أو ما شابه ، ثم أخذوا يرشون على أكياس الملح حتى أوشكت أن أكون رنجه ، وأخيرا حان وقت حملى وتقبيلى من كل بلهاء وحمقاء وشمطاء منهن
لم يزعجنى سوى الأطفال الذين كانو يتأملوننى فى اندهاش وكأنى حيوان فضائى من زحل ن ألم يكونوا رضع مثلى قبل أن يستدعوا (برجالاته) هذا ويكبروا ؟ شيئ غريب
والآن أخلد للنوم منتظرا المعجزه الكبرى باكرا ، وهى أن أصير كبير ولم أنس ان أردد تعاويذ ما قبل النوم(حلقاته ..برجالاته)
النهايه
(والى اللقاء فى مذكرات وليد 2)
esso احلي أخطبوط
عدد الرسائل : 867 العمر : 34 المزاج : تعود ان تموت لكى تعيش لكى تحب ولا تحب تاريخ التسجيل : 06/06/2008
موضوع: رد: مذكرات وليد الإثنين يوليو 07, 2008 2:46 am
انا عارفة انك تعبت على ما كتبتها
جااامد يا انجل
مع انى ماليييش فى القراية خااااالص
بس امرى الى اللة هستنى الجزء ال2
واهى علقى تفووت ولا حد يموووت
جااااااااااااااااااااااااامدة يا انجل
A.Wally سمكة فعالة
عدد الرسائل : 190 المزاج : عايش لنفسى تاريخ التسجيل : 21/06/2008
موضوع: رد: مذكرات وليد الإثنين يوليو 07, 2008 5:32 am
الحدوتة جميلة اوى يا وليد قصدى يا انجل _ اصلها طويلة اوى